مدى مصداقية حرب الجمل
الحقيقة انا لااثق بتاريخ الاسلام كله .. فكر معي : عائشة أم المؤمنين بنص القران، و علي باب مدينة العلم، هل تصدق أنهما تحاربا و اقتتلا و مات آلاف المسلمين في الحرب؟ فإن لم يستطع هؤلاء من حل مشاكلهم سلميا فكيف بنا نحن ؟
ولماذا لم يظهر النبي لهما في المنام وينهي الخلاف ؟ لماذا ظهر النبي للبعض مرات عديدة و لم يظهر لعلي و لا لعائشة مرة واحدة ليقول لهما مايجب فعله؟ .. لماذا لم ينزل جبريل و يفصل بينهما؟
صدقوني، كل تاريخ الاسلام كذب كتبه غير المسلمين ليوصلونا الى مانحن عليه اليوم … اعلموا أنه لا تنتهي الحرب بيننا أبدا حتى ندرك الحقيقة و أن معركة الجمل كانت كذبة كبرى اخترعوها ليحرضونا على بعضنا؟
هل تدركون ماتفعلون؟ اهل السنة يؤيدون عائشة و هذا يعني أنهم يكذّبون علي ابن ابي طالب و هو أحب الرجال الى الرسول ثم يدعون انهم يسيرون على سنة الرسول و اخواننا الشيعة يحملون الخطأ لعائشة و هي اقرب النساء للرسول و هي أم المؤمنين بنص القران .
ستظلون هكذا تذبحون بعضكم على مذابح جهلكم الى الابد، ستغتالون مستقبلكم بسيف ماضيكم ومابينهما تحولون حاضركم الى جحيم .
_____________
بسم الله الرحمن الرحيم
لو کان السبب الوحيد لوقوع النزاع و الخلافات و عدم امكان الصلح و التصالح هو ما وقع من الخلافات بين الأسلاف لكان لكلام الكاتب وجه – إذا قبلنا أصل سببية خلاف الأسلاف لخلاف الأخلاف و هو محل نظر و تأمل و لكن لو افترضنا أن له سببية لذلك و كان هو السبب الوحيد لكان لكلامه وجه – إلا أن السبب لا ينحصر بذلك بل هناك أسباب أخرى هي أقوى بكثير من هذا الأمر الذي يُدّعى سببيته و ذلك اتباع الأهواء و الرغبات النفسانية مضافاً إلى اشتباه الحق و الباطل على أتباع المتنازعَين أو أحدهما كما قال أمير المؤمنين عليه في خطبة له : ” أيها الناس إنما بدء وقوع الفتن أهواءٌ تُتَّبَع و أحكامٌ تُبتدَع يُخالَفُ فيها كتاب الله، يتولى فيها رجال رجالاً فلو أن الباطل خلص لم يخفَ على ذي حجى و لو أن الحق خلص لم يكن اختلاف و لكن يؤخذ من هذا ضغث و من هذا ضغث فيمزجان و يجيئان معاً فهناك استحوذ الشيطان على أوليائه و نجى الذين سبقت لهم من الله الحسنى “
و كون عائشة أماً للمؤمنين لا يقتضي عدم وقوعها في الخطأ لأنها غير معصومة منه بإجماع الأمة جمعاء و قد قال ابن أبي الحديد المعتزلي – و هو من علماء أهل السنة – مشيرا إلى آيات سورة التحريم التي نزلت في اثنتين من أمهات المؤمنين : “و أنزل فيهما قرآنا يُتلى في المحاريب، يتضمن وعيداً غليظاً عقيب تصريح بوقوع الذنب و صغو القلب” ثم يشير إلى وقعة الجمل و يعقّب بقوله :”و لقد عفا الله تعالى عنها و هي من أهل الجنة عندنا بسابق الوعد و ما صح من أمر التوبة ” – شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ٩ ص ١٩١ ، فهذا الكلام صريح في وقوع الخطأ منها و لا ضير في ذلك لأنها و كما أشرنا لم تكن معصومة و غير المعصوم يمكن صدور الخطأ منه، و لكن لا يقع ذلك من أمير المؤمنين عليه السلام لأن مُدَّعى أتباعه عصمته العلمية و العملية في العلم و المعرفة والأخلاق والأعمال عن السهو و النسيان و العصيان …
و أما أنه لماذا لم يظهر النبي صلى الله عليه و آله و سلم لهما في المنام ليزيل الخلاف بينهما فيلزم الالتفات إلى أن المنام ليس حجة شرعية حتى يقال لِمَ لم يظهر لهما النبي صلى الله عليه و آله و سلم في المنام ، و هل تُحلّ القضايا بالمنامات – ناهيك عن كون الدنيا دار امتحان و ابتلاء و تكليفٍ مُبْتَنٍ على الاختيار، و القضاء الإلهي قد تعلق بأن يكون الناس مهتارين في أعمالهم التكليفية و إذا أرادوا أن يكون مطيعين لله تعالى فمن الضروري أن تكون طاعتهم اربهم الكريم بكمال اختيارهم و ملأ إرادتهم لا أن يُلزِمهم بعمل ما و بالطاعة عن طريق المعجزات فكيف بالمنامات التي ليست في حد ذاتها حجة شرعية على شيء، نعم يلزم بيان الحق و إتمام الحجة عليهم و قد فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : ألم يقل صلى الله عليه وآله وسلم في حياته: “علي مع الحق و الحق مع علي يدور معه حيثما دار” و في بعض الروايات : “اللهم أدِرِ الحق معه أينما دار” ما يعني أن الحق يدور حيثما دار علي لا العكس ؟ ألم يقل أن علياً ولي كل مؤمن بعدي ؟ ألم يقل علي مع القرآن و القرآن مع علي يدور حيثما دار و … ؟ أو لا يكفي أمثال هذه الأحاديث الكثيرة لقبول علي عليه السلام ولياً و والياً و إماماً و ..؟ فلماذا لم يقبلوا ؟ و هل يقبلون المنامات بعد ذلك …
و في هذا المكتوب مواضع أخرى للتأمل و الإشكال نغض النظر عنها لكون المقال أساساً ليس علمياً و لا يبنتي على أسس علمية فإنها مبتنية على ادعاء عدم صدقیة التاريخ و كونه كذباً جملة و تفصيلاً …
أيوب الجعفري