عارفاً بحقه
الجزء الأول :
الإمامة الربانية من جملة الأصول التي يلزم الإيمان بها ، و قد ورد التأكيد البالغ بشأن ولاية الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين و الارتباط بهم و طاعتهم و أخذ المعارف الإلهية في مختلف جوانبها – العقدية و الأخلاقية و الفقهية – منهم ، و لا ينحصر الارتباط بهم عليهم السلام بعصر دون عصر فلا ينحصر بعصر الحضور كما لا يختص بزمن حياتهم الدنيوية ، و لهذا وردت روايات كثيرة في التأكيد على زيارتهم صلوات الله عليهم بعد ارتحالهم من عالم المُلك إلى عالم الملكوت و قد أكدت تلك الروايات على ترتب الثواب العظيم على زيارتهم عليهم السلام إلا أن كثيراً منها قيّدت ترتُّبَ تلك المثوبات و الآثار العظيمة على الزيارة ، قيدته بكون الزيارة مقترنة بمعرفة حقهم عليهم السلام ، و بمراجعة الروايات نجد أنه قد ورد ذلك التقييد ، في زيارة أمير المؤمنين و الإمام الحسين و الإمام الرضا عليهم السلام كما ورد ذلك بشأن زيارة السيدة فاطمة المعصومة بنت الإمام الكاظم عليهما السلام ، بل قد ورد ذلك في زيارة المؤمن لأخيه المؤمن أيضاً ، و سنبين أن معرفة الحق بالنسبة للأئمة المعصومين عليهم السلام يختلف عن معرفته للسيدة المعصومة عليها السلام كما يختلف معرفة حقهم و حقها عن معرفة حق المؤمن و ذلك لاختلاف الحق و مراتبه للمعصومين و من هم دونهم في درجة الكمالات الروحانية و المقامات المعنوية و المناصب الإجتماعية ..
و لأجل أن يتبين الأمر بكل جلاء يلزم البحث حول أربعة محاور إلا أننا لا نتمكن في هذا المختصر من التفصيل المُشبِع للموضوع لبناء هذا المكتوب على الإختصار فنقول مختصراً :
المحاور الأربعة التي يلزم طرحها هي ما يلي :
١ – عرض الأحاديث التي تؤكد على زيارتهم المقترنة بمعرفتهم صلوات الله عليهم أجمعين …
٢ – ذكر الآثار المترتبة على الزيارة بالمعرفة و التي أشارت إليها تلك الروايات ( و سيتم ذكر هذا المحور ضمن المحور الأول فإن الروايات التي تؤكد على الزيارة تذكر الآثار المرتبة عليها أيضاً) ..
٣ – بيان معنى عرفان الحق .
٤ – بيان الحكمة في ترتُّب هذه البركات على الزيارة بالمعرفة ..
و سنتطرق لهذه المحاور في الأجزاء التالية إن شاء الله تعالى
يوم الثلاثاء ٢٣ محرم الحرام ١٤٣٨ هـ ق