رد المظالم :

سلام عليكم

تقبل الله أعمالكم شيخنا

ممكن اعرف رد المظالم اشلون بالضبط؟

جزاكم الله خيرا

______________________________________________

 

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

إذا كان المكلف مشغول الذمة بأموال الآخرين فإن كان يعرفهم رد ما بذمته إليهم و إن لم يعرفهم لأجل أنه قد حصل على المبلغ الزائد في معاملاته في السوق و لا يعرف من كان يتعامل معهم ففي هذه الصورة يجب عليه التصدق بالمبلغ على الفقراء و كذا إذا كان قد سرق أموالاً في صغره مثلاً فأراد الرد بعد ما كبر و لكنه لا يعرف المسروق منهم فيدفع المبلغ الذي سرقه للفقراء من قِبَل أصحابه ، و الأحوط وجوباً أن يكون رد المظالم بالدفع للفقراء و التصدق به عليهم بإذن الحاكم الشرعي …

و هناك موارد قد اختلف الفقهاء في معاملتها معاملة رد المظالم أم لا ، كالمال الحلال المختلط بالحرام حيث أنه إذا لم يُعلم صاحب المال الحرام و لا مقداره وجب إخراج الخمس من المجموع – مجموع الحلال المختلط بالحرام – ليحل الباقي فإذا تصرف في هذا المال المختلط بالحرام قبل إخراج الخمس فقد وقع الخلاف بين الفقهاء هل يصبح من قبيل رد المظالم فيتصدق بالمبلغ – أي مقدار خمس المختلط بالحرام – على الفقراء بإذن الحكام الشرعي أم لا يجري عليه حكم رد المظالم ، و الأكثر يقولون أنه يجري عليه حكم المظالم ، و في المسألة فيما إذا قلنا بعدم جريان حكم المظالم عليه و كان المبلغ المختلط مجهول المقدار ، تفصيلٌ يحتاج إلى بيان من حيث المقدار الواجب دفعه حينئذ : هل القدر المتقين أم ما يُتَیَقَّن به بفراغ الذمة ، و الأول أقوى و الثاني أحوط ..

و خلاصة الكلام في معنى المظالم ما ذكره الشيخ التبريزي قدس سره حيث قال في صراط النجاة : ” المظالم هي أموال الآخرين التي استولى عليها الإنسان عمداً أو جهلاً ثم التفت لذلك و لو إجمالاً فيجب ردها على أصحابها . و الله العالم ”

و طبعاً قد ذكر الشيخ التبريزي رضوان الله عليه أصل الحكم و هو وجوب الرد على أصحابها و أما إذا لم يعرف أصحابها فلم يتطرق لحكمه و قد أشرنا إلى أنه يجب التصدق بها على الفقراء بإذن الحاكم الشرعي كما لم يتطرق لتفاصيل و فروع المسألة …

موفقين لكل خير و لا تنسوني من صالح دعواتكم الخالصة

أيوب الجعفري

https://telegram.me/ayoobaljafary