*نوع النداء في : “يا عالما لا يعلم”*
*سؤال :*
إذا كان الضبط صحيحا في دعاء كميل لم قال يا عالمًا لا يُعلّم و لم يقل يا عالمُ، و بعبارة أخرى لم استخدم النكرة غير المقصودة في النداء و لم يستخدم النكرة المقصودة و الحال أنه يتكلم عن الحق جل وعلا ؟
*الجواب :*
بسم الله الرحمن الرحيم
المنادى هنا ليس نكرةً غير مقصودة بل هو منادى شبيه بالمضاف كقولهم يا طالعا جبلا ( و لا يخفى عليكم أن المنادى إذا كان ١ – مضافا أو ٢ – شبيها بالمضاف أو ٣- نكرة غير مقصودة، كان منصوبا، و أما إذا كان مفردا – أي لم يكن مضافا – بُني على ما يُرفع به سواء كان معرفة كزيد أو نكرة مقصودة كرجل فنقول : يا زيدُ – يا زيدان – يا زيدون ، و : يا رجلُ – يا رجلان – يا رجالُ) فإذا كان المنادى عاملا فيما بعده أو موصوفا بجملة – و عموما إذا كان ما بعده مُتَمِّمَاً لمعناه كما إذا كان ما بعده مرفوعا به كقولنا يا حسناً وجهُه و يا محمودا خُلُقُه، أو منصوبا به كقولنا يا طالعا جبلا أو مجرورا بحرف جر متعلق بنفس ذلك المنادى كقولنا يا رفيقا بالعباد و يا قديرا على كل شيء و يا خيراً من خالد و .. – كان شبيها بالمضاف و ليس من قبيل النكرة غير المقصودة ، فقولُ الأعمى : “يا رجلا خذ بيدي” نكرة غير مقصودة و أما : “يا عالما لا يعلم” أو : “يا عليما بضري و مسكنتي، يا خبيرا بفقري و فاقتي” فهو من المنادى الشبيه بالمضاف فلا يكون المنادى غيرَ مقصود كقول الأعمى : “يا رجلا خذ بيدي” أو قول الواعظ : “يا غافلا و الموت يطلبه” و .. بل هو مقصود و موصوف بما يعيِّنه و يميٍّزه عمن و ما سواه فنصب يا “عالما لا يعلم” من باب كونه منادى شبيها بالمضاف لا من أجل كونه نكرة غير مقصودة ليرد الاشكال بأن الله تعالى معلوم مقصود فلا يصح نداؤه كنداء غير المقصود غير المعين ( النكرة غير المقصودة ) ..
موفقين لكل خير ..
دعواتكم .
أيوب الجعفري
ليلة الأحد ٢ ( ٣ ) شعبان المعظم ١٤٤٣ ق
الموافق ٦ / ٣ / ٢٠٢٢ م