انا فقط عندي سؤالين لها علاقة بنفس الموضوع شيخنا :
الاول _ هل من الضروري للسالك الی استاذ هل ام علمه كفاية ؟
الثاني _ قرأت انه اذا وصل العارف الی مرحلة الفناء تكون له عين برزخية ،،، مثل الشيخ بهجت قدس سره الشريف ،، فهل هذا معناه انه هنا وصل للطريق ؟؟
الجواب :
* نعم السير و السلوك يحتاج إلى أستاذ لئلا يُبتلى السالك بسلوك طريق خاطئ يبعده عن المقصد بدلاً من تقريبه …
* تحقُّقُ مشاهدة الباطن و الحقائق و ملكوت الناسِ و أعمالِهم و طي الأرض و أمثال ذلك ( و عموماً الكشف و الشهود و سائر الكرامات ) هدايا يتفضل الله تعالى بها على السالك كي لا ييأس من الوصول إلى الكمال المطلوب له ألا و هو القرب العبودي إلى الله تعالى و التوحيد الخالص في جميع أبعاده و الوصول إلى مرتبة لا يرى معها غيرَ الله تعالى و لا يرى تلك المرتبةَ غیرُ الله جل و علا ، و هو من جملة معاني مرتبة الفناء ، فليس مقصد السالك طي الأرض و مشاهدة باطن الناس و الإخبار عن المستقبل و عما يجري في البرزخ و .. بل الهدف الأسنى و المقصد الأعلى بل الوحيد هو خالص التوحيد ، و لكن بما أن الإنسان ضعيف قد يتوانى عن استمرار السير و يتوقف عن الحركة نحو الكمال الحقيقي قبل الوصول إليه يتفضل الله تعالى عليه ببعض هدايا الطريق ليواصل السير و لا ييأس من نيل ذلك الكمال فإنه ما لم يتذوق لذة الوصال بالمحبوب الحقيقي لا يحصل له طمأنينة القلب و حالة الاستقرار فیُشوِّقه الله عز و جل بتلك الهدايا إلى أن يصل إلى تلك المرتبة و إذا وصل لم يُبالِ بالكرامات و الكشف و الشهود لأنه منشغل بلذة أعلى و ابتهاج أرقى و إن لم تَخْلُ تلك المرتبة عن الكشف و الشهود و الكرامات لا محالة إذ أنها مرتبة يترتب عليها الولاية الإلهية الموجبة للقدرة على التصرف و لكنه – أي الواصل – لا يعتني بعد ذلك بأمثال هذه الأمور لما أشرنا إليه من انشغاله بلذة لا تقاس معها لذة و ابتهاج لا يدانيه ابتهاج …
وفقنا الله و إياكم للمعرفة و نيل الكمال بالقرب العبودي إليه جل و علا ..